الرئيسية » الأخبار » بيانات صحفية »
07 نيسان 2025

نطالب بتحقيق دولي مستقل لمحاسبة المتورطين في جريمة استهداف طواقمنا في رفح

بيان صحفي

الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بتحقيق دولي مستقل لمحاسبة المتورطين في جريمة استهداف طواقم الإسعاف في رفح
(رام الله- 2025/4/7): 


تؤكد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن استهداف قوات الاحتلال لموكب الإسعاف في منطقة الحشاشين بمدينة رفح بتاريخ 23 آذار/مارس يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويعكس نمطاً خطيراً من الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني.   وقد ارتقى في هذه المجزرة ثمانية من أفراد طواقم الإسعاف، وهم: مصطفى خفاجة، عز الدين شعت، صالح معمر، رفعت رضوان، محمد بهلول، أشرف أبو لبدة، محمد الحيلة، ورائد الشريف. فيما لا يزال مصير المسعف أسعد النصاصرة مجهولاً حتى اللحظة، وعليه، نطالب سلطات الاحتلال بالكشف الفوري عن مصيره.   وتظهر اللقطات في الفيديو الذي وثقه الزميل المسعف الشهيد رفعت رضوان اللحظات الأخيرة للطاقم أثناء توجهه بسيارات إسعاف واضحة الشارات، وأضواء الطوارئ منارة، إلى موقعاستهداف مركبة الإسعاف الأولى التي أُصيب طاقمها. ورغم وضوح هوية المركبات والطواقم، تعرض الموكب لوابل من الرصاص  لقرابة خمس دقائق كما يظهر في الفيديو المنشور، بينما أثبتت المكالمات بين الفريق ومركز الاتصال المركزي أن اطلاق النار استمر لمدة لا تقل عن ساعتين، حيث سُمع اطلاق النار بشكل متواصل الى حين أن انقطع الاتصال بشكل نهائي مع أحد أفراد الطاقم.   وتؤكد الجمعية أن ما جرى لم يكن استهدافاً عشوائياً أو خطأً فردياً، بل سلسلة هجمات متعمدة، بدأت بإطلاق النار على مركبة إسعاف كانت في طريقها لإجلاء مصابين جراء قصف منزل في منطقة الحشاشين، تلاها استهداف مباشر لموكب مركبات اسعاف الجمعية والدفاع المدني رغم اتباعه جميع بروتوكولات السلامة، ثم إطلاق النار على مركبة إسعاف رابعة كانت في طريقها لدعم الفريق.

من الجدير بالذكر أن المنطقة لم تكن مصنفة كمنطقة حمراء في وقت الاستجابة، ما يعني عدم الحاجة الى التنسيق المسبق لدخول المكان، حيث لم تكن تظهر آليات الاحتلال في المنطقة، وهو ما يثبته تسجيل الفيديو الطويل حيث سار الطاقم قرابة 15 دقيقة في ذات الشارع ذهابا وايابا قبل أن يتم استهدافهم، كما وأنه تبين من خلال متابعة تسلسل الأحداث أنه وبعد تعرض القافلة للاستهداف بقرابة ساعة مرت مركبة مدنية ومركبة تابعة للاونروا، وهو ما يؤكد أن المنطقة لم تكن منطقة عمليات عسكرية في ذلك الحين.     وعلى مدارقرابة خمسة أيام، منع الاحتلال فريق الإنقاذ من دخول الموقع للبحث عن الطاقم المفقود بذريعة أن المنطقة حمراء، ثم سمح بالدخول لوقت قصير تمكنا خلاله من انتشال جثمان أحد أفراد الدفاع المدني وأجبرتنا حينها قوات الاحتلال على الانسحاب من الموقع، و في 30 آذار، عُثر على جثامين 14 مسعفاً وموظفاً من افراد الدفاع المدني وموظف الاونروا موضوعين على شكل كومة واحدة في كيس شبكي اسود، في قبر جماعي، بطريقة وحشية مهينة للكرامة الإنسانية.   كما وبإفادة جميع افراد الطاقم الذين شاركوا في مهمة انتشال الجثامين، تبين أن جميع مركبات الإسعاف والانقاذ تم تدميرها بشكل كامل ودفنها تحت التراب، وهو ما يعني القصد في تدمير المركبات وإخراجها بشكل نهائي عن الخدمة، وتعمد استهداف شارة الحماية.   وقد أظهر التقرير الأولي للطب الشرعي أن المسعفين استشهدوا نتيجة إصابتهم بعدة طلقات نارية في الأجزاء العلوية من أجسادهم، في دليل إضافي على القتل المتعمد.


إن استهداف فرق الإسعاف التي تحمل شارة الهلال الأحمر وتحظى بالحماية بموجب اتفاقيات جنيف، يشكل جريمة حرب. وتدعو الجمعية إلى فتح تحقيق دولي مستقل ومساءلة جميع المتورطين، وتحث الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف على الوفاء بالتزاماتها واتخاذ إجراءات عملية لمحاسبة إسرائيل على هذه الجرائم.   تؤكد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن الصمت الدولي على استهداف الطواقم الإنسانية لا يعني فقط الحكم بالإعدام على الفلسطينيين في غزة، بل يمثل تهديداً مباشراً للعمل الإنساني في كل مكان.

  انتهى.