الرئيسية » قصص انسانية »
30 حزيران 2025

الهلال الأحمر يوفر حياة آمنة للمُسنين والمسنات

يُشكل بيت المسنين التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نموذجًا فريدًا للرعاية الإنسانية والكرامة للمسنين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث يسعى لتوفير حياة آمنة ومريحة لنزلائه، بالتزامن مع عمليات تأهيل وتطوير مستمرة.

 

تأسس بيت المسنين في نابلس عام 1952، وكان يقع سابقًا في المنطقة الغربية للمدينة، قبل أن يتم مؤخرًا افتتاح مقر جديد يُعنى بتقديم خدمات متكاملة لنزلائه، الذين يبلغ عددهم عشرون مسنًا ومسنة يعيشون في بيئة تتسم بالراحة والاهتمام.

 

ويعمل في البيت فريق يتكون من سبعة عشرَ موظفًا من العاملين والممرضين والمرشدين الاجتماعيين، على مدار الساعة، لضمان تقديم رعاية صحية ونفسية واجتماعية تلبي احتياجاتهم وتحفظ كرامتهم.

 

وتشمل الخدمات المقدمة للمسنين والمسنات في البيت أنشطة اجتماعية وترفيهية، إضافة إلى برامج توعوية ودينية، تهدف إلى تعزيز صحتهم النفسية والجسدية.

 

يُنظم داخل المنزل ندوات تتناول قضايا صحية، إضافة إلى أنشطة متنوعة مثل الاعتناء بالحديقة، وزراعة الأشجار، والرسم على الجدران، لتوفير بيئة محفزة ومليئة بالحيوية.

 

وفي إطار الرعاية الصحية، يتلقى النزلاء خدمات منتظمة من قبل ممرضين وأطباء، حيث تجري لهم فحوصات أسبوعية، وفي حالات الطوارئ يتم نقلهم إلى المستشفى بواسطة سيارات إسعاف الهلال الأحمر، كما يشرف فريق التسويق والتواصل على متابعة حالاتهم، لضمان استتباب صحتهم وسلامتهم.

 

مديرة البيت، مي الخليلي، أكدت أن التغييرات التي طالت مقر البيت أحدثت نقلة نوعية في حياة النزلاء، حيث أصبح لكل نزيلين اثنين غرفة واحدة، مما يوفر بيئة هادئة وخصوصية اجتماعية.

 

وأوضحت أن البيت يقدم خدمات إرشادية فردية وجماعية، تركز على تعزيز النظافة الشخصية، والتواصل الاجتماعي، والأمور الدينية، حيث تُنظم دروس دينية أسبوعية للزائرات من الواعظات.

 

كما تُولي الجمعية أهمية كبيرة لدمج كبار السن مع المجتمع، حيث تُنظم رحلات داخلية وخارجية، بعَيدًا عن الظروف الحالية التي حدّت من تنقل النزلاء، بالتنسيق مع المؤسسات والأهالي.

 

وتؤكد المرشدة الاجتماعية، ماجدة الششتري، أن تعزيز العلاقات الاجتماعية تعتبر من أولويات عملها، وتعمل على التئام المسنين مع أسرهم وأصدقائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تنظيم أنشطة ترفيهية وتقوية الروابط مع المجتمع.

 

وإلى جانب ذلك، يواكب قسم العلاج الطبيعي في الجمعية احتياجات النزلاء، من خلال برامج رياضية ودعم نفسي، تهدف إلى تحسين أوضاعهم الصحية والنفسية، وتمكينهم من العيش بكرامة وسعادة.

 

ويُعد بيت المسنين في نابلس بحضوره الإنساني، مركزًا حيًا يرسّخ قيمة الإنسان وحقوقه، ويؤكد أن رعايته لا تقتصر على تقديم الخدمات، فحسب، بل تمتد لتعزيز احترام الذات والاندماج المجتمعي، من أجل حياة تفيض بالأمل والكرامة للمسنين، الذين يمثلون ذخيرة المجتمع وأساس استمراريته.