الرئيسية » قصص انسانية »
06 آب 2025

صاروا يؤمنون بحق أطفالهم في الحياة

"هذا الطفل ذوي الإعاقة لديه الحق في الحياة واللعب والتعليم والصحة"، إيمان الأهل بهذه الكلمات صار دلالة على نجاح برنامج الإثراء المنزلي الذي تنفذه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والذي يستهدف الاطفال ذوي الاعاقه الذهنيه البسيطة إلى الشديدة جدا من خلال القيام بزيارات ميدانية لبيوت الأطفال ذوي الإعاقة في المناطق المهمشة.

ويُعد برنامج الإثراء المنزلي من المبادرات التي أطلقتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في العام 2002، بهدف تقديم الدعم والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية في المناطق الريفية والنائية، وذلك عبر تدخل ميداني مباشر ينفذه فريق متخصص يتنقل من منزل إلى منزل أسر الأطفال ذوي الإعاقة، بعد التنسيق مع المجالس المحلية والبلديات، ليقدم خدمات تأهيلية متنوعة تركز على تطوير قدرات الأطفال وتحقيق دمجهم المجتمعي.

 

رفع مستوى القدرات:

وتقول سيرين أبو سماحة، رئيسة قسم الإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية في دائرة التأهيل ومنسقة البرنامج، أن الغاية الأولى من البرنامج تتمثل في تعزيز مستوى قدرات الأطفال وتمكينهم من تحمل مسؤولية أنفسهم إذ يُهدف إلى نقل الطفل إلى مرحلة تساعده على الاعتماد على ذاته بشكل تدريجي، بحيث يصبح قادراً على أداء المهارات الأساسية في حياته اليومية، والاعتناء بذاته الى حد ما  مثل مهارة إرتداء الملابس و استخدام الحمام وتناول الطعام، وهذه المهارات يتم صياغتها وتعليمها للطفل من خلال انشطه مصاغه بطريقة اللعب المحبب للاطفال وغير المكلف ماديا وتعتمد على مواد متوفره في البيئه المحلية.

 

دمج الطفل داخل الأسرة:

أما الهدف الثاني، وفق ما قالته أبو سماحة، فيتمثل في دمج الطفل مع أسرته، وتحويل  أولياء الأطفال ذوي الإعاقة  الى شركاء فعالين في تنمية قدرات ومهارات أطفالهم. وقبل ذلك كان هناك ضعف في العلاقة الاجتماعية بينهم وبين أفراد أسرهم، وهو الأمر الذي أعاق تفاعلهم الطبيعي داخل بيئة منازلهم وما جعلهم يشعرون بالعزلة.  

لذلك، يهدف البرنامج إلى تعزيز الروابط الأسرية من خلال مشاركة الأسرة في تدريب الطفل على المهارات. فالاسرة التي تتكون من الأم أو الأب أو من ينوب عنهما، شركاء أساسين في وضع الخطة ويتم تدريبهم على تعليم الطفل المعاق مهارات معينة مثل: ارتداء ملابسه وربط حذائه و استخدام أدوات الطعام وغيرها من خلال مشاركة أفراد أسرته، بهدف تعزيز التفاعل والدمج بين الطفل وأسرتـه، التي تضم الأسرتين الصغيرة و الممتدة.

 

دمج الطفل في المجتمع

وقالت أبو سماحة: "إن الهدف الثالث يتمثل في دمج الطفل في المجتمع المحلي، عبر تشكيل لجان صداقة مع أقرانه من الأطفال في القرية، وتتكون اللجان من محيط المجتمع الذي يعيش فيه مثل أهالي الحي أو طلاب مدرسته، إذا  كان الطفل مدمجاً بالمدرسة". وأضافت:" بالرغم من التحديات التي قد تواجهها عملية نسج علاقات ثقة سريعة،وتقبل للطفل ذوي الإعاقة، إلا أننا نجحنا إلى حد كبير في تغيير بعض المفاهيم والتوجهات والنظرة  تجاه الطفل ذوي الإعاقة من خلال عدد من حملات التوعية المدرسية والأنشطة المجتمعية الدامجة والهادفة لهم".

لذلك، يقع على عاتق فريق البرنامج مهمة تشكيل هذه اللجان وتعزيزها بشكل تدريجي، بما يضمن بناء علاقات متينة ودائمة ترافق الطفل ذوي الإعاقة في أغلب الأنشطة التي يقوم بها.

وأشارت أبو سماحة إلى أنه إضافة إلى ذلك، تُعد توعية المجتمع ومناصرة حقوق الأطفال ذوي الإعاقة من الأهداف الاستراتيجية للبرنامج، حيث يرى القائمون عليه أن المجتمع هو الشريك الأساس في تحقيق دمجٍ ناجح ومؤثر، ويعمل فريق البرنامج على نشر الوعي بأهمية احترام حقوق هؤلاء الأطفال، والعمل على مناهضة المفاهيم الخاطئة التي قد تعيق تفاعلهم مع المجتمع.