الرئيسية » الأخبار » بيانات صحفية »

بعد مرور عامين: الهلال الأحمر الفلسطيني يدعـو المجتمـع الدولي إلى إنهـاء الحـرب على قطـاع غــزة

يصادف في هذا اليوم مرور عامين على بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن إرتقاء أكثر من 65000 شهيد وإصابة ما يزيد على 150000 شخص، معظمهم من المدنيين الأبرياء، وفي هذا الشأن، تُعرب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن بالغ حزنها وخيبة أملها إزاء فشل المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.

بعد مرور عامين، بلغ مستوى معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مستويات صادمة، إذ تملأ رائحة الموت كل زاوية وتهيمن أنقاض المنازل والمدارس والطرق وغيرها من البنى التحتية المدنية المدمرة على المشهد. وما زال دخول المساعدات الإنسانية مقيداً بشدة، فيما تُكافح العائلات من أجل العثور على مأوى وطعام ومياه نظيفة.

وفي ظلِّ هذه الكارثة غير المسبوقة "من صنع الإنسان"، تواصل الطواقم الإنسانية والطبية، بمن فيهم متطوعو وموظفو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تقديم المساعدة المنقذة للحياة في ظل أخطر الظروف حيث يتم تجاهل القانون الدولي الإنساني يومياً.

وبينما تواجه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نقصاً حاداً في الوقود والدواء والمواد الأساسية، الأمر الذي عرقل تقديم الخدمات الطبية والإنسانية الحيوية لأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، واصلت طواقم الجمعية بذل جهودها للوصول إلى المحتاجين والمتضررين في قطاع غزة. ومع ذلك، فقد تم استهدافها بشكل مباشر دون أي اعتبار لمهامها الإنسانية أو لشارة الهلال الأحمر المحمي دولياً. وعلى أثر ذلك، فقدنا (29) شهيداً من زملائنا أثناء أدائهم واجبهم في ظروف مأساوية، من بينها اغتيال مسعفين من طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء محاولتهما إنقاذ الطفلة هند رجب (5 سنوات) وعائلتها في شهر كانون الثاني 2024، بالإضافة إلى اغتيال ودفن ثمانية من أفراد طاقم الإسعاف (مع سيارات الإسعاف الخاصة بهم) في شهر آذار 2025. كما أُجبرت المستشفيات والمراكز الطبية ومرافق أخرى تابعة للجمعية على الإغلاق بعد تعرضها لأضرارٍ جسيمة جراء القصف، وأوامر الإخلاء القسري الصادرة عن قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقد أوضح الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قائلًا: "لقد أدت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مهامها وواجباتها بشجاعة وتفانٍ عظيمين، على الرغم من شح الموارد والخطر المحدق بهم وبعائلاتهم التي نزحت مرات عديدة. لا ينبغي لطواقمنا ومتطوعينا، شأنهم شأن غيرهم من العاملين في المجالين الإنساني والطبي، أن يضطروا للمخاطرة بحياتهم أو حريتهم في كل مرة يحاولون فيها إنقاذ المتضررين والمحتاجين".

وأضاف: "تدعو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدول المعنية والأمم المتحدة وجميع المؤسسات الإنسانية الدولية إلى الاصطفافِ إلى جانب الإنسانية وإنهاء هذه الحرب البشعة، ويجب على الدول أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والعمل على تمكين تدفق المساعدات بشكلٍ كافٍ لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، إذ يستحق الفلسطينيون في قطاع غزة العدالة، ويجب محاسبة مرتكبي الفظائع فيها."

وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي واجهتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلا أنها ظلت فاعلة وصامدة بفضل كوادرها ومتطوعيها ودعم شركائها وثقة الجمهور العام بها، مؤكدة التزامها بمواصلة أداء مهمتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

لقد حان الوقت كي يوقف العالم المقتلة في قطاع غزة، ويُنهي هذا الدمار العبثي ويُغلق هذه الصفحة السوداء من التاريخ، ويضمن بدلاً من ذلك أن تسود الإنسانية والعدالة والكرامة في فلسطين.